على وقع الأنغام الكروية والرايات العملاقة التي تغطي واجهات العمارات
في الشوارع الجزائرية، بالألوان الخضراء والحمراء والسوداء، ينتظر أنصار
مولودية الجزائر واتحاد العاصمة المباراة النهائية التي ستجمع الفريقين في
ملعب 5 جويلية بشغف ولهف كبيرين، وذلك حتى يظفر الفائز بكأس الجمهورية،
ليطلقوا بعدها العنان للفرحة والتهليل في الأحياء بالفوز.
تفصلنا أيام قليلة عن اللقاء الكروي النهائي الذي سيجمع فريق مولودية
الجزائر باتحاد العاصمة، حركة كبيرة وغير عادية تميز شوارع الجزائر وأزقتها
تحضيرا لهذا الحدث الكروي والعرس الكبير الذي ينتظره المناصرون بتعطش من
أجل اللعب والفوز، إذ اتخذوا من الشوارع مسرحا يعبرون فيه عن عشقهم وولعهم
بفريقهم العريق، حيث زينوا العمارات بالأعلام التي تحمل ألوان الفريقين،
بالإضافة إلى الرايات العملاقة التي ترفرف في سماء الجزائر وتجوب كل
أحيائها، حيث كتبت عليها عبارات مختلفة ومتنوعة مثل ‘’المولودية مون أمور’’
‘’إتحاد العاصمة للأبد’’، بالإضافة إلى غيرها من الشعارات التي أراد بها
أنصار العميد وانصار اتحاد العاصمة أن تكون مؤيدة ومشجعة للاعبين وتدفعهم
أكثر للفوز، وذلك تعبيرا منهم عن الرغبة الشديدة التي تتملكهم في الظفر
بكأس الجمهورية لسنة 2013.
المباراة تجارة وربح
عند البعض
ما
يمكن أن يلاحظه المتجول في أحياء وشوارع الجزائر، كباب الواد، سوسطارة
القصبة والأبيار، شوفالي، بني مسوس، رويبة رغاية وغيرها.. أولئك الباعة
الذين وضعوا طاولاتهم التي يعرضون فيها وشاحات وقبعات تحمل ألوان الاتحاد
والمولودية، وكذا أعلام صغيرة خاصة بالسيارات وأخرى كبيرة كل حسب رغبته
وذوقه، حيث لم يفوت الأنصار الفرصة وأرادوا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد،
من خلال مناصرة فريقهم المفضل وتشجيعه على الفوز وتحقيق فائدة وربح مادي عن
طريق بيع بعض المنتجات التي عرفت إقبالا منقطع النظير من قبل مختلف شرائح
المجتمع، كبيرا كان أو صغيرا، المهم عاشق للكرة واللعب الجميل.
وفي هذا
الصدد يقول محمد 24 سنة، مناصر لفريق مولودية الجزائر ‘’ منذ صغري وأنا
أعشق المولودية وأردت أن أغتنم الفرصة ببيع بعض المنتجات للمشجعين، حتى
أكسب بها رزقا أنتفع به، كما أنها فرصة لأعيش الحدث عن قرب مع كافة الناس
في الشارع وأحتك معهم’’ مضيفا في السياق ذاته أن الأخوة بين الأنصار وأجواء
فريدة تطبع هذه الكأس مهما كانت هوية الفائز.
من جهته، قال نصر الدين
الذي لا يهتم كثيرا بالكرة أنه يبيع هذه المنتجات للمناصرين لغاية تجارية
ومن أجل أن يحقق الربح، وهذا ما لاحظناه حيث كانت تحمل طاولته منتجات
متنوعة وأعلام لكلا الفريقين، بالإضافة إلى بعض الأقراص المضغوطة ‘’لي
سيدي’’ التي جادت بها حناجر بعض أنصار الفريقين من المغنين الذين أشادوا
بالمشوار العريق والطويل لهما.
أما الأسعار التي باتت تصنع الحدث في كل
شيء فهي الأخرى جد مرتفعة إن لم نقل ملتهبة، فحسب مراد الذي يبيع أمورا
متنوعة في باب الواد أخبرنا بأن سعر القبعات ‘’كاسكيت’’ تصل حتى 400 دج في
حين أن سعر الأوشحة يقدر بـ 350 دج أما سعر علم صغير خاص بالسيارة فيقدر
بـ 250 دج أما القمصان فتتراوح أسعارها بين 300 دج و 600 دج وتحمل أغلبها
رقم ‘’9’’ والقياس متوفر للكبار والصغار، حسب رغبة وطلب الزبائن.
الفوز الساحق.. مطلب الأنصار
لا
يكاد يخلو اي حديث بين الجزائريين هذه الأيام من المقابلة التي ستجمع
العميد بفريق سوسطارة سيما وأن الفريقين قد التقيا أربع مرات في نهائي كأس
الجمهورية، وذلك في سنوات 1971، 1973، 2006، 2007، حيث سيلعب الفريقان
النهائي الخامس يوم الفاتح من ماي، وللإشارة فقد فاز فريق مولودية الجزائر
بجميع النهائيات أمام إتحاد العاصمة، هذا ويأمل أنصار العميد أن يحقق
اللاعبون الفوز الخامس بالسيدة الكأس على حساب الاتحاد، في حين يرمي أنصار
الاتحاد إلى الفوز المحتم لفريقهم على العميد مشيرين إلى أنهم لا يرضون
بشيء غير الفوز.
ولدى تجولنا ببعض أحياء العاصمة صادفتنا مجموعة من
الشباب المراهقين مناصري فريق مولودية الجزائر الذين أجمعوا على أن الفوز
هو مطلبهم الوحيد وتوقعوا الفوز بـ 2 مقابل 1.
وفي السياق ذاته، قال
حميد مناصر فريق اتحاد العاصمة ‘’ أنا جد متفائل هذه السنة وأتوقع أن نفوز
بـ 2 مقابل 0، لكن يبقى كل شيء معقولا في كرة القدم التي تنقلب فيها
الموازين في الدقائق الأخيرة ‘’.
من جهته، أكد كريم مناصر فريق سوسطارة
‘’ من وجهة نظري أن مولودية الجزائر في أحسن أحوالها، كما أنها حققت نجاحات
معتبرة في التصفيات ولا يمكن لنا أن نستهين به كخصم، لكن مع ذلك فأنا
أتوقع أن تكون المباراة قوية والفوز سيكون لصالحنا..’’.
الفوز كان حديث
كل أنصار الفريقين، حيث لم يتردد كل من تحدثنا إليهم لحظة واحدة في أن يعرب
عن رغبته الجامحة في الفوز بالسيدة الكأس وإطلاق العنان للفرحة والتهليل
في الشوارع بهذا الفوز الذي يتعطش له الأنصار واللاعبون على حد سواء.
... والـ‘’فايسبوك’’ محطة مهمة لتشجيع الفريقين
جعل
أنصار فريق مولودية الجزائر واتحاد العاصمة من الـ’’فايسبوك’’ محطة مهمة
لتشجيع الفريقين والتعبير عن رغبتهم الكبيرة في الفوز، وأيضا دعوة الأنصار
إلى الحضور بقوة في الملعب وتشجيع اللاعبين بكل قوة لكن بدون عنف، منوهين
في نفس السياق بأن الأجدر والأحق سيكون الفوز من نصيبه.
كما اتخذ
المناصرون وعشاق الفريقين من صفحات الفايسبوك فرصة لابراز ابداعاتهم حيث
قام الكثير من المنخرطين في الصفحات الخاصة بالعميد وفريق سوسطارة، بنشر
صور خاصة بالرايات العملاقة التي كان الأنصار قد التقطوها في أحيائهم، حيث
اتخذوا من هذا الحدث الكروي المهم فرصة لاظهار طاقاتهم ومواهبهم سيما ما
تعلق منها بالتشجيع والمناصرة، كما تنافس أنصار الفريقين على هذه الصفحات
في أحسن راية عملاقة مشجعة لفريق المولودية أو اتحاد العاصمة في الأحياء
التي نصبت بها.
مباراة بدون عنف
دعا أغلبية من تحدثنا إليهم من
مواطنين ومناصرين لمختلف الأندية والفرق، من أنصار المولودية والإتحاد،
الذين سيحضرون المباراة في ملعب 05 جويلية، أن يجعلوا من اللقاء الكروي بين
الفريقين في القمة وأن يبتعدوا عن إحداث أعمال الشغب والعنف لأنها في
النهاية ليست إلا مجرد لعبة جماهيرية من أجل الفرجة والاستمتاع لا غير،
والفوز سيكون من نصيب واحد سواء مولودية الجزائر أو اتحاد العاصمة، إلا أنه
يبقى في النهاية جزائريا. وطالما فاز فهو يستحق الفوز والعنف لن يغير شيئا
كما أنها تصرفات تدخل في إطار غير متحضر وتعكس صورة قبيحة عن شعبنا وعن
كرتنا التي لطالما رفع شأنها القدامى وأوصلوها إلى أعلى المراتب وجعلوا علم
الجزائر يرفرف عاليا.
le doyen ne meurt jamais